- 72 -
اِفَادَةُ الْمَرَامِ
ا َقُولُ: لَمَّا كَانَ الْقُرْاٰنُ جَامِعًا ِلاَشْتَاتِ الْعُلُومِ وَخُطْبَةً لِعَامَّةِ الطَّبَقَاتِ فِى كُلِّ اْلاَعْصَارِ، لاَ يَتَحَصَّلُ لَهُ تَفْسِيرٌ لاَئِقٌ مِنْ فَهْمِ الْفَرْدِ الَّذِى قَلَّمَا يَخْلُصُ مِنَ التَّعَصُّبِ لِمَسْلَكِهِ وَمَشْرَبِهِ؛ اِذْ فَهْمُهُ يَخُصُّهُ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةُ الْغَيْرِ اِلَيْهِ اِلاَّ اَنْ يُعَدِّيَهُ قَبُولُ الْجُمْهُورِ * وَاسْتِنْباَطُهُ - لاَ بِالتَّشَهِّى - لَهُ الْعَمَلُ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، وَلاَ يَكُونُ حُجَّةً عَلَى الْغَيْرِ إِلاَّ اَنْ يُصَدِّقَهُ نَوْعُ اِجْمَاعٍ * فَكَمَا لاَبُدَّ لِتَنْظِيمِ اْلاَحْكَامِ وَاِطِّرَادِهَا وَرَفْعِ الْفَوْضٰى - اَلنَّاشِئَةِ مِنْ حُرِّيَّةِ الْفِكْرِ مَعَ اِهْمَالِ اْلاِجْمَاعِ - مِنْ وُجُودِ هَيْئَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الْعُلَمَۤاءِ الْمُحَقِّقِينَ الَّذِينَ – بِمَظْهَرِيَّتِهِمْ ِلاَمْنِيَّةِ الْعُمُومِ وَاِعْتِمَادِ الْجُمْهُورِ - يَتَقَلَّدُونَ كَفَالَةً ضِمْنِيَّةً لِلْاُمَّةِ، فَيَصِيرُونَ مَظْهَرَ سِرِّ حُجِّيَّةِ اْلاِجْمَاعِ الَّذِى لاَتَصِيرُ نَتِيجَةُ اْلاِجْتِهَادِ شَرْعًا وَدُسْتُورًا اِلاَّ بِتَصْدِيقِهِ وَسِكَّتِهِ؛ كَذٰلِكَ لاَبُدَّ لِكَشْفِ مَعَانِى الْقُرْاٰنِ وَجَمْعِ الْمَحَاسِنِ الْمُتَفَرِّقَةِ فِى التَّفَاسِيرِ وَتَثْبِيتِ حَقَائِقِهِ - الْمُتَجَلِّيَةِ بِكَشْفِ الْفَنِّ وَتَمْخِيضِ الزَّمَانِ - مِنْ اِنْتِهَاضِ هَيْئَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الْعُلَمَۤاءِ الْمُتَخَصِّصِينَ، الْمُخْتَلِفِينَ فِى وُجُوهِ اْلاِخْتِصَاصِ، وَلَهُمْ مَعَ دِقَّةِ نَظَرٍ وُسْعَةُ فِكْرٍ لِتَفْسِيرِهِ
نَتِيجَةُ الْمَرَامِ :
اِنَّهُ لاَبُدَّ اَنْ يَكُونَ مُفَسِّرُ الْقُرْاٰنِ ذَا دَهَۤاءٍ عَالٍ وَاِجْتِهَادٍ نَافِذٍ وَوَلاَيَةٍ كَامِلَةٍ * وَمَا هُوَ اْلاٰنَ إِلاَّ الشَّخْصُ الْمَعْنَوِىُّ الْمُتَوَلِّدُ مِنْ اِمْتِزَاجِ اْلاَرْوَاحِ وَتَسَانُدِهَا وَتَلاَحُقِ اْلاَفْكَارِ وَتَعَاوُنِهَا وَتَظَافُرِ الْقُلُوبِ وَاِخْلاَصِهَا وَصَمِيمِيَّتِهَا، مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْهَيْئَةِ * فَبِسِرِّ ﴿ لِلْكُلِّ حُكْمٌ لَيْسَ لِكُلٍّ ﴾ كَثِيرًا مَايُرٰى اٰثَارُ اْلاِجْتِهَادِ وَخَاصَّةُ الْوَلاَيَةِ،
- 72 -
اِفَادَةُ الْمَرَامِ
ا َقُولُ: لَمَّا كَانَ الْقُرْاٰنُ جَامِعًا ِلاَشْتَاتِ الْعُلُومِ وَخُطْبَةً لِعَامَّةِ الطَّبَقَاتِ فِى كُلِّ اْلاَعْصَارِ، لاَ يَتَحَصَّلُ لَهُ تَفْسِيرٌ لاَئِقٌ مِنْ فَهْمِ الْفَرْدِ الَّذِى قَلَّمَا يَخْلُصُ مِنَ التَّعَصُّبِ لِمَسْلَكِهِ وَمَشْرَبِهِ؛ اِذْ فَهْمُهُ يَخُصُّهُ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةُ الْغَيْرِ اِلَيْهِ اِلاَّ اَنْ يُعَدِّيَهُ قَبُولُ الْجُمْهُورِ * وَاسْتِنْباَطُهُ - لاَ بِالتَّشَهِّى - لَهُ الْعَمَلُ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، وَلاَ يَكُونُ حُجَّةً عَلَى الْغَيْرِ إِلاَّ اَنْ يُصَدِّقَهُ نَوْعُ اِجْمَاعٍ * فَكَمَا لاَبُدَّ لِتَنْظِيمِ اْلاَحْكَامِ وَاِطِّرَادِهَا وَرَفْعِ الْفَوْضٰى - اَلنَّاشِئَةِ مِنْ حُرِّيَّةِ الْفِكْرِ مَعَ اِهْمَالِ اْلاِجْمَاعِ - مِنْ وُجُودِ هَيْئَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الْعُلَمَۤاءِ الْمُحَقِّقِينَ الَّذِينَ – بِمَظْهَرِيَّتِهِمْ ِلاَمْنِيَّةِ الْعُمُومِ وَاِعْتِمَادِ الْجُمْهُورِ - يَتَقَلَّدُونَ كَفَالَةً ضِمْنِيَّةً لِلْاُمَّةِ، فَيَصِيرُونَ مَظْهَرَ سِرِّ حُجِّيَّةِ اْلاِجْمَاعِ الَّذِى لاَتَصِيرُ نَتِيجَةُ اْلاِجْتِهَادِ شَرْعًا وَدُسْتُورًا اِلاَّ بِتَصْدِيقِهِ وَسِكَّتِهِ؛ كَذٰلِكَ لاَبُدَّ لِكَشْفِ مَعَانِى الْقُرْاٰنِ وَجَمْعِ الْمَحَاسِنِ الْمُتَفَرِّقَةِ فِى التَّفَاسِيرِ وَتَثْبِيتِ حَقَائِقِهِ - الْمُتَجَلِّيَةِ بِكَشْفِ الْفَنِّ وَتَمْخِيضِ الزَّمَانِ - مِنْ اِنْتِهَاضِ هَيْئَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ الْعُلَمَۤاءِ الْمُتَخَصِّصِينَ، الْمُخْتَلِفِينَ فِى وُجُوهِ اْلاِخْتِصَاصِ، وَلَهُمْ مَعَ دِقَّةِ نَظَرٍ وُسْعَةُ فِكْرٍ لِتَفْسِيرِهِ
نَتِيجَةُ الْمَرَامِ :
اِنَّهُ لاَبُدَّ اَنْ يَكُونَ مُفَسِّرُ الْقُرْاٰنِ ذَا دَهَۤاءٍ عَالٍ وَاِجْتِهَادٍ نَافِذٍ وَوَلاَيَةٍ كَامِلَةٍ * وَمَا هُوَ اْلاٰنَ إِلاَّ الشَّخْصُ الْمَعْنَوِىُّ الْمُتَوَلِّدُ مِنْ اِمْتِزَاجِ اْلاَرْوَاحِ وَتَسَانُدِهَا وَتَلاَحُقِ اْلاَفْكَارِ وَتَعَاوُنِهَا وَتَظَافُرِ الْقُلُوبِ وَاِخْلاَصِهَا وَصَمِيمِيَّتِهَا، مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْهَيْئَةِ * فَبِسِرِّ ﴿ لِلْكُلِّ حُكْمٌ لَيْسَ لِكُلٍّ ﴾ كَثِيرًا مَايُرٰى اٰثَارُ اْلاِجْتِهَادِ وَخَاصَّةُ الْوَلاَيَةِ،